"مجموعة أهم الأحداث" : هناك مقولة شعبية عامية ، تقول "جاء يعمل الخير أحصل ،بمعنى غرق" ، رغم أن عمل الخير ابتغاء و لوجه الله وليس لهدف آخر يبعث له الله سبب نجاته من تلك الورطة و من الغرق ، والله لا يخذل من يعمل عملا ابتغاء وجه ...
من بين القصص الواقعية ، ( لا يهم المكان و الزمان و إنما العبرة) ، أن رجلا وهو عائدا لبيته ليلا بعد انتهاء مداومته من عمله ، وجد رجلا و امرأة في تلك الليلة الممطرة و الباردة جدا هائمان على وجهيهما ، سألهما عن سبب وجدودهما في ذالك الوقت و في تلك الحالة. أجابه الرجل أنه هو وزوجته جاء لزيارة أهليهما في تلك المدينة لكنهما لم يعثرا عليهما وتاها في شوارعها . رأف قلب الرجل لحالهما و عرض عليهما المبيت عنده في منزله و"الصباح رباح "، كما يقال.
بالطبع وافقا على عرض الرجل وخصص لهما بيتا مقدما لهما عشاءا ساخنا ليعيد لهما بعضا من التوازن . وفي الصباح ذهب الرجل إلى عمله و في ذهنه أنه عند طلوع النهار سيغادران للبحث عن أقاربهما. لكنه فوجئ في المساء عند عودته أنهما مازالا في البيت . فقال بينه و بين نفسه السبب ربما يكون التعب و الإعياء.
لكن في اليوم الموالي نفس السيناريو ، بمعنى لم يغادرا البيت كما كان متوقعا ، سألهما عن سبب عدم مغادرتهما للبحث عن أقاربهما ، فرد عليه ذالك الرجل بلهجة تحدى أنهما ماكثان في هذا البيت وليس لهما أي وجهة أخرى يقصدنها.
فوجئ الرجل وأحس بالورطة الغارق فيها وأصبح يرى في البياض سواد ولعن حظه وتلك الصدفة في تلك الليلة الحالكة. قصد الشرطة طالبا المساعدة لكنه فوجئ بتلك المقولة المتداولة "يبقى الحال على حاله و على المتضرر اللجوء الى القضاء". وهو يدرك معنى ذالك و القضاء و دهاليزه ...
لكن امرأة علمت بالقصة بواسطة زوجة ذالك الرجل فطمأنتها بأنها ستنقذهما ، وهي وزوجها، من تلك الورطة. طالبة منها عدم إظهار العداوة لتلك المرأة و التقرب منها وربح صداقتها. وبعد مدة قصيرة جاءت تلك المرأة مقدمة دعوة لصاحبة البيت لحضور عرس ستقيمه في الأيام القادمة . طالبة منها إحضار معها جارتها (زوجة ذالك الرجل) وأخبرتها بالتفصيل بما يجب تفعله..."وبما أن الأعراس و النساء وجهان لعملة واحدة " ، قبلت تلك المرأة الدعوة بفرح وسرور. وفي اليوم المحدد اصطحبت تلك المرأة جارتها المفروضة عليها وأركبتها حافلة بعد حافلة و من شارع إلى شارع... وفجأة انتبهت تلك المرأة اختفاء مرافقتها وتاهت في أمواج المدينة العاتية...
في المساء عاد ذالك الرجل ، سألته تلك المرأة عما يريد فقال لها جئت لزوجتي، أجابته أن الأقارب التي كنتما تبحثان عنهم جاءوا و أخذوا زوجتك طالبين منك الإلحاق بها. بهت الرجل و تعطلت عنده لغة التفكير ولم يكون له من خيار الى الذهاب الى مركز الشرطة للتبليغ عن أوصاف زوجته الضائعة . بالمعنى ، العامي أيضا ، "حيلة انقلبت إلى عجب"...